الفصل الاول / عجزت عن النحاة Read Count : 109

Category : Books-Fiction

Sub Category : Drama

         ____________________________
           ‏
2014 / 16/10   الساعه التاسعه صباحا كانت الشمس في أول نشاطها  بازغه لا يحجبها شيء و رغم هذا أحسست بالظلام في كل مكان لم اعد قادرا على رؤيه الالوان و كأنك كنت الحياة لهذا الجسد فلم يعد يسمع صوتا و لا يرى لونا كل شيء أصبح باهتا صامتا لا اسمع شيء و كأن الملامح سقطت من كل الوجوه فلم اعد اتعرف على أحد لم يعد هناك  وجه مألوف و لا صوت معروف بالنسبة لي لم استطع حتى  رؤيه انعكاس وجهي في المرآة كأنك سلبتي الضوء من عيني و ها انا اقف امام قبرك كاحمق ظن أنه تغلب على قدره فصفعته الحياة مؤدبه ، لم أتخيل يوما اني ساتمنى هذه الامنيه و لكن الان اقولها من اعمق ما يوجد في روحي " ياليتني مت حينها  و لم انجو" 
‏هل تعلمين بموتك و كأنك فتحتي ثقباً اسودا من خلفي يجذب روحي لبعد اخر  ، أصبحت تائها داخل جسدي  حتى صوتي لم اعد أسمعه ، كيف تفعلين بي مثلما فعلت هي تموتين بعيدة عني تخرجيني تبعديني عنك و انتي التي اقسمت أن أعيش لأجلها ، كنت النور بعد ذلك الظلام و الان اعدتيني إليه من جديد شكرا لك حقا شكرا لك ،  لا اعرف حقا هل اغضب منك ام من الحياة التي في هذه الظروف وضعتني ، كم انها قاسيه لعبت معي لعبه حقيره لا يوجد للعدل فيها مكان  ، فعلتي مثلها ابعدتني عنك اخذتي ملامحها و الان طريقة موتها  ، هل تعلمين امي  اكثر ما يؤلمني حقا انها ماتتك مثلك تماما بعيدةً عني في حضن غيري 
                     ياسمين انا حقا آسف
      _____________________________               ‏
ما هذا
وجدنا هذه الرساله في جيبه حضرة المحقق اظن أنه انتحار دائما ما يضعون اللوم على غيرهم و هم في حقيقة الأمر جبناء لم يستطيعوا مواهجه الحياة و يتعبونا معهم في التحقيق
_ لا تدري ما الذي قاساه و لصبر كل منا حدود  ، تحرك دعنا ننهي هذه القضية .
= واسفاه عليه ، ما بال شباب اليوم
بل كهل ليس شابا
= انظر الى عينيه كأنه طفل لم ينطفىء نورها حتى بعد موته ، أنه شاب صنعت الحياة منه كهل
ياليت الحياة ترفأ بنا قليلا فليس الجميع يقدر على التحمل

تبدا القصه قبل أعوام قليلا **

قبل الحادث ب أربعة وعشرين سنة و خمسة أشهر  و سته ايام عام 1990/5/10 كان عمر سام عشرين عاما كان هذا اليوم مميزا بالنسبة لسام  ففي هذا اليوم نجا سام من الحرب قاطعا حدود بلاده ، بلاده التي أحبها و لطالما أحبها رغم ما فيها و بقدر ما كان هذا اليوم ذو ذكرى جميله بقدر ما كان أيضاً يحمل ذكرى حزينه و كيف لا ،لقد نجا من الحرب و هجر محبوبته قريته في نفس الوقت تاركا خلفه كل ما كان يملك و كل ما عرف منذ أن ابصرت عيناه النور و لكن هذا الحزن لم يدم طويلا فبمجيء ياسمين تغيرت اشياء كثيره و كأنه أضاف قوس قزح على حياته الرماديه و عادت الالوان الى مكانها و عاد للموسيقى معناها و للحياة طعمها ، نفخت في روحه الامل الذي ظن أنه اختفى و للابد .  بعد مسيرة اسبوعين على الأقدام
‏ و اخيرا اصل و اخيرا لقد نجوت واخيرا اتنفس الصعداء لم أتخيل يوما اني ساكون سعيدا بمغادرة البلاد اشعر اني واخيرا  حر و كأني ولدت من جديد،  اذا من هنا سأبدأ قصتي و هذه المرة لن تكون حزينه . يرفع رأسه للسماء " سأبد من جديد"  ‏يقولها  بصوت عالي حتى يقنع نفسه بسعادته و في القلب حزن لا يعلمه إلا هو .
نوح سام تعاليا الى هنا ستركبون هذا الباص أنه متجه الى المدينه و من هناك ستبدأون حياة جديده عليكم ذلك لا تتخليا عن بعضكما من الان انتما الديار لبعضكما نوح انت الأكبر اوصيك بسام و انت كذلك يا سام لا تتخلى عنه ، هيا الان اصعدو قبل أن يغادر ،
سام : ماذا  الن تذهب معنا
نوح : لا لا ماذا سنفعل وحدنا في المدينه لا نعرف أحد هناك تعال معنا ارجوك
سام : الى اين ستذهب اذا كنت لن تأتي معنا عمي سالم
_على الرجوع الى الوطن لا يمكنني البقاء هنا
نوح : ماذا الوطن !!!؟ لماذا لتموت هناك لماذا خرجت اذا كنت تنوي الرجوع سام تحدث معه انت 
سام :. نعم عمي سالم الديار ليست امنا لا تذهب نوح على حق
_لا اعرف مكان غيرها لاعيش فيها و انا رجل طاعن في السن سأموت عما قريب و افضل ان اموت في المكان الذي احببت مع من احببت ام انتم فما زلتم شبابا أمامكم الحياة و لربما تتحسن الأوضاع و تاتيكم الفرصه لتعودو
سام : لماذا اذا قطعت كل هذه المسافه
من اجلك يا سام لقد وعدت والدك أن احرص على أن تصل و تبدأ حياتك من جديد على الاقل واحد منا فليبدا من جديد و ليستعيد ابتسامته التي نسيت
سام : وعدت ابي متى حدث هذا  ' يصمتون لبرهه ، ينظر سام للعم سالم متسائلا'  لم تعده بشيء صحيح
_نعم لم اعده بهذا فعليا و لكنه يستحق هذا هذه الطريقة الوحيدة لارد له الجميل لقد انقذ حياتي و لا يوجد شيء افعله غير أن انقذ حياتك انت و الان لا تكثر الكلام و اذهب قبل أن يغادر الباص،  سام هناك يوجد قريبك ياسر ابحث عنه سيساعدك في إيجاد عمل و مكان للاقامه ابحث عنه ،توخو الحذر
سام : شكرا لقد فعلت الكثير من اجلي لم تكن مضرا لهذا لن انسى لك هذا ما حييت
نوح : الى اللقاء عمي سالم شكرا لك فلتصل الى الديار بامان
اتمنى أن يكون هناك لقاء اعتنو بانفسكم  و لا تثقو بأحد
'''ركب سام و نوح الباص الذي انطلق بعد خمس دقائق من ركوبهم متجها إلى المدينه يحمل كل واحد منهم أحلامه متمنيا تحقيقها ، جلس نوح بالقرب من النافذه بينما جلس سام بالكرسي المجاور له مضت اربع ساعات منذ انطلق الباص و مازال الطريق أمامهم طويل  ، اخرج نوح رأسه من النافذه ليجد قليلا من الهواء يحرك شعره و يخفف عليه الحر الذي لم يعتادا  عليه بعد
_ : نوح ادخل راسك هذا خطر
‏- : اووف ماهذا يا الهي لقد بدأت اشتاق للقريه من الان اااه النسييم البارد من النهر و تلك الأمطار كم كان الجو عندنا جميل تبا للحرب تبا لها
‏_ : 'بحسره' تبا لها
- : ااااه ساااام قل لي كيف سنتمكن من العيش هنا ما هذا الحر و كأننا بجحيم، هذا كثير علي انا حساس ضد الحر   كان يفضل لو جلست هناك مع الحرب ، هربت من ذاك الموت لاموت في حر هذه البلاد اللعينه بدأت امغتها من الان
‏_: نوح ما بالك اهدا ههههههههه انها شديده الحرارة فعلا و لكن تظل افضل من الحرب
‏  - : اااه لا اعرف كيف ساكمل هذا اليوم ، ما بالك بأن تعيش هنا ، جنون
‏_ : التأقلم
‏- : ماذا
‏_ : التأقلم نوح ، سنتأقلم و نتعود على العيش هنا على الحر و على كل شيء ، سنبدأ من جديد كما قال عمي سالم ، سنعيش بسعاده و لن يوقفنا أحد
‏' ينظر إلى نوح و في عينه بريق جديد لم يره نوح على عيني سام من قبل و كأنه نور من قلبه يمدت ليخرج من عينيه على شكل بريق ، و ابتسامه تعلو ملامحه تشرح  كلاما لم يقله سام ، حب امل حياة هذا ما كانت تحمله ، ينظر إليه نوح ليتفاجاء من نظرته تلك و ابتسامته و يبادله الشعور ' نعم سام سنعيش بسعاده و لن يوقفنا أحد ما دمنا معا .
‏ما زال الطريق طويل و الحر يذاد سوء و نوح مازال منزعجا من الحر و اخيرا ينام من شدة الحر كجثه ملقيا رأسه على كتف سام ، ولكن ما زال سام مستيقظا لم ينم طول الطريق باله مشغول و هو يفكر و يستعيد ذكرياته في القريه كم كانت جميله واعدا نفسا أن حياته ستكون اجمل مما كان ليس لأجله فقط بل لأجل كل من احب اهل القريه بشكل عام أمه، أبوه العم سالم و الجميع سأبدأ و سيأتي يوم ما و اعود هذه كانت كلماته لنفسه .  و اخيرا يتوقف الباص لتنتهي رحلتهم الطويله واصلين إلى المدينه التي لا يعرفون عنها شيئا البته .
‏نوح : و اخيرا
‏سام: نعم و اخيرا ، نوح من هنا ستبدأ مقامرتنا الجديده
‏' ينظر نوح الى سام و يبتسم ابتسامه خفيفة نعم سام من هنا ، و يتصافحان كأنهم يتواعدون '

  - : سام و الان الى اين
  ‏_ : لا اعلم
  ‏ - : هل تذكر ما قاله العم سالم
  ‏_ :  نعم ، ولكن اين و من سنسال ،لا نعرف أحد هنا
  ‏' صوت من الخلف يقطع عليهم حديثهم ، هاي انت ايها الطويل ابتعد عن طريقي الأ  تراني  احمل اشياء ثقيله تبا لك
  ‏يصرخ نوح هااي و كيف لي ان اراك قصير احمق
  ‏هاااي...' يلتفت إلى نوح رافعا صوته ' هااي .. ' يصمت لبرهه' هل اعرفك من مكان ما
  ‏لا لا اعرفك من انت
  ‏هل انتم من ....
_  ‏نعم وانت
  ‏نعم انا كذلك ' يندفع إليه لياخذه في حضنه ' جميل أن تلقى  احد من الديار ، انا عمر من انت
  ‏_ نوح ، وهذا صديقي سام
  ‏' يمد سام يده ليسلم عليه ، و كذلك نوح '
  ‏هل وصلتم الان من الديار
  ‏نوح : نعم ، و نحن لا نعرف أحد هنا
  ‏اووه حسنا يمكنكم المكوث معي الليله و لكن ليس طويلا
  ‏سام : نحن نبحث عن شخص اسمه ياسر هو قريبي هو من الديار ايضا هل تعرفه
  ‏هممم لا لم اسمع بهذا الاسم و لكن يمكن أن تأتي معي و نبحث عنه لاحقا لدي بعض الأصدقاء قد يساعدونكم
  ‏سام: شكرا لك
  ‏لا ليس هناك داعي للشكر فنحن إخوة .
  اخذ عمر الفتيان معه إلى حيث يقيم استمر الطريق ما يقارب نصف ساعة من محطة الباصات الى السكنات التي يعيش بها عمر و التي هي عبارة عن مباني قديمه ولى عليها الدهر تكاد تقف ، الظلام دامس رغم أن الساعه لم تتعدا التاسعه مساءا و لكن هذا هو الحال في الأحياء السكنية الفقيره لا شيء فيها يصلح للعيش فيها و لكن كما يقولون قليل خير من عدم  ، ظلام بالكاد يرون الطريق هدوء تام لا يسمعون سوى وقع اقدامهم و صوت أنفاسهم ،قد ملىء الرعب قلبي سام و نوح أجواء مريبه لم يعهدوها من قبل ، ' يهمس سام مخاطبا عمر '  ما هذا المكان الذي احضرتنا إليه و لماذا لا يوجد أحد هنا
  ‏سام ما هذا الظلام لقد بدأت حقا اخاف انا البكاد ارى الطريق امامي ، هاي عمر هل حقا تعيش هنا في هذا المكان المريب
  ‏عمر : لا تخافو لا توجد كهرباء كافية لهذا المكان مظلم أنه حي فقير ، فقيرٌ جدا ، لا احد يخرج في الليل فالظلام مخيف و اللصوص كثر لهذا علينا أن نسرع
  ‏نوح : واو المفترض أن كلامك سيهدأني ، و لماذا تسكن في حي كهذا
  ‏عمر: يالك من جبان
  ‏يستشيط نوح غضبا فيرفع صوته في وجهه عمر
  ‏  هاااي من تنعت بالجبان ايها...يقاطعه سام، نوح ارجوك اهدأ ليس اليوم دعك منه ، ليس لدينا مكان للمبيت تذكر .
     ' دائما ما كان نوح مندفعا نشيطا لا يسكت و لا يرضى أن يطعن ، هزلي معظم الوقت و لكنه يملك قلبا حساسا فلطالما كان وفيا ، سام و نوح لم يكونا رفيقا درب بل رفيقا طفوله جمعت بينهم أياما طويلا .
  ‏و أثناء ما كان سام يهدء نوح حدث ما خاف عمر من حدوثه  في هذا الحي المشؤم .....
  ‏
newstory1998.blogspot.com

Comments

  • Oct 21, 2018

Log Out?

Are you sure you want to log out?